الرئيسية
أحدث الصور
سنوات الضياع ونور بين إقبال جماهيري ورفض كهنوتي ....!؟
مصطفى حقي
mh42@maktoob.com
الحوار المتمدن - العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15
لأول مرّة تغزو الدراما التركية الوطن العربي من محيطه إلى خليجه وبلهجة محلية شامية وبشكل منقطع النظير وتثير الدهشة والكثير من التساؤل ...؟
لأول مرّة تشاهد الجماهير العربية عملين دراميين ومن بلد إسلامي ولا محل في العملين المذكورين لحجاب أو نقاب وحقوق المرأة فيها تفوق حقوق الرجال في أحايين كثيرة ..
المرأة تعمل وتكافح جنباً إلى جنب مع الرجال بل وتتفوق في مجالات عدة ...
للمرأة كامل الحرية في اختيار شريك حياتها .. ولكن الشيء الذي لم أستطع أن أستوعبه هو منح المرأة نفسها لمن تختاره قبل عقد القران رسمياً وظهور الحمل بل ان الطفلة ألما (تفاحة بالتركية) تلد وتكبر قبل أن يقترن والديها بعقد رسمي وأخيراً حمل لميس من يحيى وأيضاً خارج نطاق الزوجية والأنكى من كل ذلك إصرار وتحدي لميس لكل من والدتها وشقيقها الوحيد عمر انها لن تسقط المولود وستحتفظ به وتعلن عن والده والذي لحتى الآن ونتيجة مؤامرة الأم والعاشق للميس تيم لم يعترف الأب الحقيقي بهذا الحمل وبقي في حيز الحمل السفاح ...
لم يرفع الأخ يده ولا حتى سنتمتراً واحداً ليصفع شقيقته الزانية على الأقل .. ولو كانت هذه العملية قد تمت عندنا وبمجرد الهمس من أن امرأة زنت وحملت للمعت المدى والسكاكين وأشهرت المسدسات والبنادق ولتحول المشهد إلى ذبح وطعن وسفك دماء ..
وبرغم هذه الوقائع وبالأخص عن المرأة .. فإن المسلسلين نالا إعجاب الجماهير العربية بشكل منقطع النظير بل ان الشوارع تكاد تخلو من السابلة أثناء عرض المسلسلين .. وهناك إعجاب وحفظ لأسماء أبطال المسلسلين رفيف ويحيى ولميس وعمر ونور .. أما مهند الشاب الجميل فإن صوره تباع في المكتبات بشكل واسع ويكاد يدخل كل بيت وكذلك صورة لميس ونور ..
حتى مراسيم الزواج في المسلسلين تختلف كثيراً عنها في الدول العربية . فالموظف الذي يعقد القران يعلن وبعد شهادة الشاهدين والقبول المتبادل بين الشاب والفتاة يصرح بأنه ووفقاً للصلاحيات القانونية المعطاة له يعلنهما زوجاً وزوجة ومبروك دون أن يعرج على ...سنة الله ورسوله ودون أن يتلو حتى الفاتحة ... ؟
ولكن هناك عدم ارتياح من قبل رجال الدين وتطرق أكثر من شيخ في خطبة الجمعة إلى الانحطاط الخلقي في العملين المذكورين ومحاكاة سافرة للغرب الكافر وان الإسلام قد كرّم المرأة ولم ينزل بها إلى هذا المستوى من قلة الحياء والعياذ بالله .. ودعا المصلين إلى مقاطعة متابعة المسلسلين الكافرين حفظاً للأخلاق العامة لأنه كل مشاهده حرام ويخالف تعاليم الدين الحنيف ..
والمشكل ليس في العملين المذكورين الذين يشاهدهما الجميع باستمتاع وشغف لنقلة حياتية متطورة في العلاقات الاجتماعية لدولة إسلامية على عتبة دخولها الاتحاد الأوروبي بعلمانيته وعلاقاته الاجتماعية المتميزة والتي تمنح الإنسان رجلاً كان أو امرأة حقوقه كإنسان في حرية التعبير وإبداء الرأي والمساواة بين أفراد المجتمع الواحد .. المشكل من ان الفضائيات قد غزت مجتمعات العالم كافة وان كماً هائلاً من الشباب والفتيات يتابعن برامج (سكسية) سراً على الرغم من محاولة تحطيم الصحون ومنع تلك الفضائيات وخاصة في السعودية من قبل الدولة ممثلة برجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ولكن عجلة العالم تدور بأسرع من تفكير المتمترسين بمسننات التاريخ التي أصابها الصدأ وبدأت تتكسر .. ولم يزل ملايين المشاهدين يتابعون سنوات الضياع ونور بشغف ومتعة والقادم أعظم ..!؟
